تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين سيقام حفل جائزة الملك فيصل يوم 28 ديسمبر في الرياض لتكريم الفائزين بها لعامي 2020 و2021.
سيلتقي في الرياض عشرة علماء ومبدعين وقادة فكر حقّقوا اكتشافات هامّة وبرزوا في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم.
وقد مُنحت جائزة خدمة الإسلام لعام 2020 لوثيقة مكّة المكرّمة، التي تعد دستورًا تاريخيًّا لإرساء قيم التعايش والسلام بين أتباع الديانات والثقافات.
أما جائزة خدمة الإسلام لعام 2021 فالفائز بها هو الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الشارخ، مؤسس ورئيس شركة صخر الذي كان له دور بارز في دعم وغرس روح البحث والتجديد والابتكار لحفظ التراث الإسلامي من خلال التقنية الحديثة.
وفي موضوع “تراث القدس الإسلامي” الذي اختارته جائزة الملك فيصل موضوعاً لفرع “الدراسات الإسلامية” لعام 2020، سيتسلّمها الدكتور محمد هاشم غوشة الذي ساهم بأكثر من 150 بحثاً ودراسة عن القدس وتراثها العربي والإسلامي، وألّف 37 كتاباً تاريخياً وتوثيقياً تناولت الجوانب التاريخية والفكرية والمعمارية والتراثية لمدينة القدس. من أبرز أعماله موسوعة فلسطين باللغة الإنجليزية.
أما بالنسبة لعام 2021، فقد حُجبت جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلاميّة التي كان موضوعها “الوقف في الإسلام”.
وفي فرع اللغة العربية والأدب، مُنحت الجائزة لعام 2020 في موضوع ” الدراسات اللغوية العربية باللغات الأخرى” للبروفيسور مايكل كارتر الأسترالي الجنسية الذي امتدّت أعماله لخمسين عامًا ساهمت في دراسة التراث النحوي العربي وقدمت أهمّ مراجع للبحث اللغوي خارج العالم العربي.
ثم مُنحت تلك الجائزة عام 2021 في موضوع “البلاغة الجديدة” للأستاذ الدكتور محمد مشبال وهو أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة عبد المالك السعدي في المغرب وقد ارتبطت معظم أعماله، التي تتّصف بالعمق والجدّة والأصالة، بموضوع الجائزة ساعية إلى ربط البحث البلاغي بحقول الأدب واللغة والتواصل.
وفي فرع الطب، مُنحت الجائزة لعام 2020 للدكتور ستيوارت أوركين، أخصائي أمراض الدم والأورام وعالم الوراثة، عن موضوع “أمراض الهيموغلوبين”. شغل الدكتور أوركين منصب أستاذ كرسي ديفيد جي ناثان المتميز لطب الأطفال بكلية الطب بجامعة هارفارد إضافة لكونه باحثاً في معهد هاورد هيوز الطبي. أدّت اكتشافاته الرائدة في الأسس الجينية لاضطرابات الدم إلى إيجاد علاجات لأمراض الدم الموروثة. كما أدّت إلى ثورة في فهم كيفية حدوث مثل هذه الأمراض.
وفي عام 2021، حصل على جائزة الطب فائزان لتميز أبحاثهم في موضوع “الطب التجديدي في الحالات العصبية”. فالفائز الأول هو البروفيسور روبن جيمس فرانكلين، الذي يعمل أخصائياً في طب الخلايا الجذعية في مجلس ويلكوم ترست للبحوث الطبية بمعهد كامبريدج للخلايا الجذعية، ويدير مركز كامبريدج التابع لجمعية إصلاح الميالين العصبي بالمملكة المتحدة. أما الفائز الثاني بالاشتراك فهو الدكتور ستيفن مارك ستريتماتر، صاحب كرسي البروفيسور فينسينت كوتس لطب الأعصاب، والمدير المؤسس لبرنامج علم الأعصاب الخلوي في جامعة ييل.
وقد قام البروفيسور فرانكلين بإسهامات رائدة وجوهرية في بيولوجية “الميالين” أدّت إلى تطبيقات مهمة في علم الأعصاب السريري، وخاصة مرض التصلّب اللويحي، فأصبح رائداً في ما يتعلّق بـ “تجديد الميالين” في علم الأحياء على مستوى العالم.
أما البروفيسور ستريتماتر فله إنجازات بارزة في مجال الإصلاح العصبي، والفهم الجزيئي لفشل نمو المحور العصبي، وصعوبة التعافي بعد إصابات الحبل الشوكي.
أما بالنسبة للحاصلين على جائزة الملك فيصل في “العلوم”، فالبروفيسور شياو دونغ وانغ مدير معهد العلوم الحيوية في بكين، هو الفائز لعام 2020 في موضوع “علم الأحياء”، والبروفيسور ستيوارت باركين، مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء المجهرية في مدينة هال بألمانيا، هو الفائز لعام 2021 في موضوع “الفيزياء”.
قدّم البروفيسور شياو دونغ وانغ إنجازات فريدة أدت إلى تغيّر في فهم طبيعة عمل وموت الخلية البالغة، مما ساهم في تطوير علاجات وعقاقير تحاكي محفزات وقف تدهور الخلايا في مقاومة الأمراض المهددة للحياة.
أما البروفيسور ستيوارت باركين فقد أحدثت ابتكاراته واكتشافاته في مجال دوران الإلكترونيات ثورة في أجهزة الحاسوب أدت إلى زيادة سعة تخزين محركات الأقراص المغناطيسية بمقدار (1000) ضعف. لقد ساهمت أعماله في حل المشكلات المستعصية التي تعتمد على الوصول السريع إلى كميات هائلة من البيانات من خلال التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
منذ عام 1979، كرّمت جائزة الملك فيصل 275 فائزًا من 43 جنسية مختلفة ساهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وقدّموا أبحاثًا متميزة، وتوصّلوا لاكتشافات فريدة وابتكارات استثنائية في مجالات العلوم، والطب، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب.
أما عن مكوّنات الجائزة، فلكل فائز في كل فرع من أفرعها الخمسة مبلغاً قدره 750 ألف ريال سعودي (ما يعادل 200 ألف دولار أمريكي) وميدالية ذهبية عيار 24 قيراطًا ووزنها 200 جرام، بالإضافة إلى براءة مكتوبة بالخط العربي بتوقيع رئيس هيئة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تحمل اسم الفائز وملخصًا لمبررات فوزه.