ولد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة الرياض في العام 1324هـ/1906م وهو الإبن الثالث لمؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. توفيت والدته طرفه بنت عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ بعد خمسة شهور من ولادته فتولت جدته لأمه هيا آل مقبل تربيته في بيت جده الشيخ عبدالله بن عبداللطيف سليل الشيخ محمد بن عبدالوهاب. أتم تعلم قراءة القرآن في التاسعة من عمره وتأسس في علوم الدين على يدي جده عبدالله.
كما تتلمذ على يدي والده المؤسس في علوم الفروسية والسياسة، فانغرست فيه الأخلاق الحميدة وعُرف منذ طفولته بالشجاعة والكياسة والفطنة، فانتخبه والده ليمثله في المحافل الدولية في سنٍ مبكرة، واستمر في خدمة والده ووطنه وشعبه طوال حياته، فشهدت له ميادين الكفاح بسداد البصيرة وبسالة الروح، وانبهرت به صالات السياسة بالدهاء وجسارة الإصرار.
اقتدى بأبيه في فتح بابه وقلبه للناس فأحبوه، وفي عدله بينهم فاحترموه، وفي حزمه لبيان الحق، فهابوه. جاهد نفسه وانتصر على غرائزه وتواضع لبارئه. انتصر للعدل فنصره الله. وقف مع الضعيف وردع الظالم وساوى بين مواطنيه فصدقوه. لجأت إليه الشعوب العربية والإسلامية لصدق نواياه واعتمدت عليه لثبات تأييده لهم.
لم يقل إذا لم يفعل وأخلص حين قال. لم ينبهر بزخارف الجاه وارتدى الزهد رداءً يقيه مغريات الملك. اعتلى المجد بأناة وصبر على الضيم بالحلم، اختاره الله شهيدًا فبقيت سيرته عطرة ندية ترويها قطرات حب محبيه ودعوات مريديه.