عندما كنت صغيرًا، كنت أقرأ عن تطوير الذات، وكان هذا المجال يثير اهتمامي.

عندما تقدمت بطلب للحصول على منحة مؤسسة الملك فيصل الخيريّة لدراسة الهندسة الصناعية في جامعة الفيصل، كتبت عن الرياضة لتنمية المجتمع. كنت أعتقد أن ممارسة الرياضة يمكن أن تسد الفراغ في حياة الشباب إلى حد ما ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على المستوى الأكاديمي للطلاب.

في ذلك الوقت، لم أكن أعرف أن هذا قد تمّ تطبيقه بالفعل في الجامعات حول العالم. لقد كتبت عن هذا كجزء من ملف طلب المنحة. لقد فوجئت بقبول المقال على الرغم من أن فكرة المقال لم تكن مرتبطة بالهندسة.

كنت سعيدًا جدًا للدراسة في جامعة الفيصل لأنها كانت حقًا جامعة تتمحور حول الطلاب.

اعتاد العميد الجلوس معنا مرتين في الشهر والاستماع إلينا كطلاب. كما كانت الإدارة العليا لمؤسسة الملك فيصل الخيريّة تقوم بزيارتنا بين الحين والآخر في الجامعة.

من أكثر الأوقات المؤثّرة عندي هي عندما حضر أحد أبناء الملك فيصل إلى فصلنا وطرح علينا الأسئلة حول رأينا بالفصل. الدعم والمتابعة يجعلان المؤسسة فريدة من نوعها. تشعر بأن القيادة موجودة معك ومواكبة لأمورك.

لقد بدأت “توازن” وكانت عبارة عن دوري كرة قدم في البداية. خلال 10 سنوات، قمت بتنظيم أكثر من 20 بطولة كرة قدم لفئات عمرية مختلفة.

الفكرة

بعد التخرج والعمل في شركات مختلفة في عام 2017، بدأت فكرة التوازن بين الجسد والعقل والقلب والروح تتشكّل لدي.

لم تكن أقسام العمليات تعمل بشكل جيد في الشركات التي عملت فيها. ننسى أحيانًا أن هناك بشرًا يقومون بتنفيذ الأنظمة في الشركات. شكّل ذلك الدافع لديّ اهتمامًا بقطاع الموارد البشرية لتعزيز معنويات الموظّفين ورفاهيتهم وإنتاجيتهم في العمل.

بعد ذلك، قررت السفر إلى لندن لإكمال دورات الموارد البشرية من معهد تشارترد للأفراد والتنمية؛ وهي جمعية مهنية لمتخصصي إدارة الموارد البشرية، وحصلت على شهادة من المعهد. أخذت أيضًا الدورة التدريبية المعتمدة من قبل جالوب “اكتشف نقاط قوتك: حدد موهبتك الداخلية وقوتك” “Gallup Strengthsfinder Define your Inner Talent and Strength”.

إنشاء “توازن“

لقد تركت وظيفتي كمحلل في مجال الأعمال واتخذت قرارًا جريئًا في تأسيس شركة فكانت “توازن”. تهدف “توازن” إلى تقديم برامج عملية حول فكرة التوازن بين 4 أبعاد: الجسد، والعقل، والقلب، والروح.

تقوم “توازن” بتزويد القادة والشركات بالأدوات التي تمكنهم من اكتشاف نقاط قوتهم، كما تساعد الأفراد على تحقيق التوازن الذي يمكنهم من اكتشاف صوتهم الداخلي وتحقيق أهداف مؤسساتهم والنجاح في السوق وضمان استمراريتهم.

توفّر أيضًا الشركة التدريب والتعاون من قبل مقياس كليفتون من جالوب لتحديد نقاط القوة Clifton Strengths للمؤسسات والفرق والأفراد. مقياس كليفتون لتحديد نقاط القوة هو عبارة عن أداة طورتها مؤسسة جالوب لمساعدة الأفراد على اكتشاف نقاط قوتهم ولمساعدة المنظمات على تحسين أداء الشركات وبيئة العمل.

التطلّع نحو المستقبل

آمل أن أكون قادرًا على بناء مجتمع نستخدم فيه لغة قائمة على نقاط القوة مما يعني أنه عندما نتحدث مع بعضنا البعض نتحدث عما يمكننا فعله وليس ما لا يمكننا فعله. نحن (في عالم الشركات) نحتاج إلى البدء في التفكير في احتياجات الموظفين الاجتماعية ورفاهيتهم وسعادتهم. آمل أن يتمكن الموظفون من الوصول إلى نقطة يمكنهم فيها مناقشة رضاهم عن العمل وليس فقط عن زيادة الرواتب والإجازات.